وسادات الفِراش البارد

وجدتني أقلّب في الصفحات

الخالية

وجدتني أتقلّب في لحظات اللّيل

العارية

غير عابئةٍ .. غير مكترثٍة

بأنّات اللّيلِ الصامتة

بهمسات السكون القاحلة

***

يا تراني أهلوس؟

أهذي؟

أحلمٌ؟

أم أتذكر؟

***

أهلوس أفكاراّ ... سكنت حجيرات عقلي

أهذي كلماتاَ ... تعلّقت أسقف مخيّلتي

أم أنني أحلم أحلاماَ .. مؤقتةـممنوعة-مصنوعة؟

أم هي الذكرى.. أتذكرها، أصنع منها الحلم ـ الذي هو الفكرة ـ التي أهلوسها وأهذي كلماتها؟

***

يا من أنهك العين.. دمعاّ

والقلب .. وجداَ

والبال .. ذكرا

***

أحس بهلوستي

ممسكةُ بأجفاني

لاتدعني أنام

لا تدعني أنام

إلى أن أتعب

فأغفي

على الفراش البارد

***

أحس بأحلامي

على أرفف شهقاتي

لا تدعني أتنفّس

لا تدعني أتنفّس

فأختنق

في منتصف الشّهقة

***

أحس بهذياني

لوحاتٍ تجريديةٍ ... سيرياليةٍ

تنقصها اللّمسة الأخيرة

لا تنفكّ تطاردني

لا تدعني أرتاح..

فأتأتأ

أحرفك في قمة الهذيان

***

أغفي على الفراش البارد

منهكةُ..

و أختنق في منتصف الشّهقة

منهكةُ..

و أتأتأ في قمة الهذيان أحرفك ،

أيضاَ منهكة ..

***

مللت .. سأمت

فقد طال الغياب

***

مللت

أغاني فيروز

مللت

التخيّل..

مللت

مقطوعات باخ و موتسارت

مللت

احتراق الشمعات المربعة.. المدوّرة .. المعطرة

مللت

مشاهدة أقلامي .. تتكسر

مللت

الكتب المركونة التي ـ أقول ـ لعلّي يوماَ أقرأها

***

أشتاق إليك ، لك .. كلّك

أشتاق..

مللت كلمة أشتاق ..

لأنها .. ببساطة

لم تعد تعبّر ..

لكنني سأقولها : أشتاق.. إليك، لك ، كلّك .. بعنفٍ

أشتاق..

إلى التبعثر .. إلى البعثرة

إليك .. أشتاق..

إلى التملّك الأبدي/اللانهائي للنجوم.. للغيوم

أشتاق ..

للاستماع إلى أنغام فيروز معك ..

أشتاق ..

لعبور ذاك النهرِ ..تلك الحديقِة .. ذاك الجسر

أشتاق

إلى الترقّّبِ

إلى الانتظار

أشتاق

لاستكشاف الأماكن الجديدة

لزيارة الأماكن القديمة معك

أشتاق ..

لاحتضان رأسك ..

لتنفّسك ..

أشتاق

لشيطناتنا .. أشتاق

للعفويّة.. لعدم التصنّع .. إلى التلقائية..

لكل شيء .. أشتاق

للبكاء على صدرك

و تلطيخ قميصك بالدموع و الماسكرا عند البكاء

.. أشتاق ..

إلى كلّ شيء أشتاق

لمناداتك باسمك .. مرّاتٍ .. ومرّاتٍ عدّة

أشتاق .. وأكثر

***

توقظني أحلامي ..

تبلّل وسادتي ـ أفكاري –

تحتضن الجدران .. أوهامي

أخالك تنادي اسمي

أسمعك

أرى .. خيالك ..

أراك أنت ..

تقاوم أجفاني

سكرة النّوم

على أنغام فيروز، شربل، و موتسارت

و يستمرّ هذياني

إلى أن أغفي ببطء

(مع أفكاري ،هذياني، هلوساتي) .. على ذاك الفراش البارد

الذي أعياني ..

***